فصل: الولاة أيام المهدي.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.ظهور المقنع ومهلكه.

كان هذا المقنع من أهل مرو ويسمى حكيما وهاشميا وكان يقول بالتناسخ وأن الله خلق آدم فتحول في صورته ثم في صورة نوح ثم إلى أبي مسلم ثم إلى هاشم وهو المقنع فظهر بخراسان وادعى الإلهية واتخذ وجها من ذهب فجعله على وجهه فسمي المقنع وأنكر قتل يحيى بن يزيد وزعم أنه يأخذ بثأره وتبعه خلق عظيم من الناس وكانوا يسجدون له وتحصن بقلعة بسام من رساتيق كش وكان قد ظهر بخارى والصغد جماعة من المبيضة فاجتمعوا معه على الخلاف وأعانهم كفار الأتراك وأغاروا على المسلمين من ناحيتهم وحاربهم أبو النعمان والجنيد وليث بن نصر بن سيار فقتلوا أخاه محمد بن نصر وحسان ابن أخيه تميم وأنفذ المهدي إليهم جبريل بن يحيى وأخاه يزيد لقتال المبيضة فقاتلوهم أربعة أشهر في بعض حصون بخارى وملكوه عنوة فقتل منهم سبعمائة ولحق فلهم بالمقنع وجبريل في اتباعهم ثم بعث المهدي أبا عون لمحاربة المقنع فلم يبالغ في قتاله فبعث معاذ بن مسلم في جماعة القواد والعساكر وعلى مقدمته سعيد الحريشني وأتاه عقبة بن مسلم من ذم فاجتمعوا بالطواويس وأوقعوا بأصحاب المقنع فهزمزهم ولحق فلهم بالمقنع في بسام فتحصنوا بها وجاء معاذ فنازلهم وفسد ما بينه وبين الحريشي فكتب الحريشي إلى المهدي بالسعاية في معاذ ويضمن الكفاية إن أفرد بالحرب فأجابه المهدي إلى ذلك وانفرد بحرب المقنع وأمده معاذ بابنه وجاؤا بآلات الحرب حتى طلب أصحاب المقنع الأمان سرا فأمنهم وخرج إليه ثلاثون ألفا وبقي معه زهاء ألفين وضايقوه بالحصار فأيقن بالهلاك وجمع نساءه وأهله فيقاتل سقاهم السم ويقال بل أحرقهم وأحرق نفسه بالنار ودخلوا القلعة وبعث الحريشي برأس المقنع إلى المهدي فوصل إليه بحلب سنة ثلاث وتسعين.

.الولاة أيام المهدي.

وعزل المهدي سنة تسع وخمسين عمه إسمعيل عن الكوفة وولى عليها إسحق بن الصفاح الكندي ثم الأشعي وقتل عيسى بن لقمان بن محمد بن صاحب الجمحي وعزل سعيد بن دعلج عن أحداث البصرة وعبيد الله بن الحسن عن الصلاة وولى مكانهما عبد الملك بن أيوب بن طيبان الفهيري ثم جعل الأحداث إلى عمارة بن حمزة فولاها للسود بن عبد الله الباهلي وعزل قثم بن العباس عن اليمامة وولى مكانه الفضل بن صالح وعزل مطرا مولى المنصور عن مصر وولى مكانه أبا ضمرة محمد بن سليمان وعزل عبد الصمد بن علي عن المدينة وولى مكانه محمد بن عبد الله الكثيري ثم عزله وولى عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن صفوان ثم عزله وولى مكانه زفر بن عاصم الهلالي وتوفي معبد بن الخليل عامل السند فولى مكانه روح بن حاتم بإشارة وزيره أبي عبد الله وتوفي حميد بن قحطبة بخراسان فولى عليها مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد ثم سخطه سنة ستين فعزله وولى معاذ بن مسلم وولى على سجستان حمزة بن يحيى وعلى سمرقند جبريل بن يحيى فبنى سورها وحصنها وكان على اليمن رجاء بن روح وولى على قضاء الكوفة شريك وولى على فارس والأهواز ودجلة قاضي البصرة عبيد الله بن الحسن ثم عزله وولى مكانه محمد بن سليمان وولى على السند بسطام بن عمر وولى اليمامة بشر بن المنذر وفي سنة إحدى وتسعين ولى على السند محمد بن الأشعث واستقضى عافية القاضي مع ابن علاثة بالرصافة وعزل الفضل بن صالح عن الجزيرة وولى مكانه عبد الصمد بن علي وولى عيسى بن لقمان على مصر ويزيد بن منصور على سواد الكوفة وحسان السروري على الموصل وبسطام بن عمر والثعلبي على أذربيجان وعزله عن السند وتوفي نصر بن مالك بن صالح صاحب الشرطة فولى مكانه حمزة بن مالك وكان الأبان بن صدقة كاتبا للرشيد فصرفه وجعله مع الهادي وجعله هو مع هرون يحيى ابن خالد وعزل محمد بن سليمان أبا ضمرة عن مصر وولى مكانه سليمان بن رجاء وكان على سواد الكوفة يزيد بن منصور وعلى أحداثها إسحق بن منصور وفي سنة ست وستين عزل علي بن سليمان عن اليمن وولى مكانه عبد الله بن سليمان وعزل مسلمة بن رجاء عن مصر وولى مكانه عيسى بن لقمان ثم عزله لأشهر وولى مكانه مولاه واضحا ثم عزله وولى مكانه يحيى الحريشي وكان على طبرستان عمر بن العلاء وسعيد بن دعلج وعلى جرجان مهليل بن صفوان ووضع ديوان الأرمة وولى عليها عمر بن يزيع مولاه.

.العهد للهادي وخلع عيسى.

كان جماعة من بني هاشم وشيعة المهدي خاضوا في خلع عيسى بن موسى من ولاية العهد والبيعة لموسى الهادي بن المهدي ونمي ذلك إلى المهدي فسر به واستقدم عيسى بن موسى من منزله بالرحبة من أعمال الكوفة فامتنع من القدوم فاستعمل المهدي على الكوفة روح بن حاتم وأوصاه بالإضرار فلم يجد سبيلا إلى ذلك وكان عيسى لا يدخل الكوفة إلا يوم جمعة أو عيد وبعث إليه المهدي يتهدده فلم يجب ثم بعث عمه العباس يستقدمه فلم يحضر فبعث قائدين من الشيعة فاستحضراه إليه وقدم على عسكر المهدي وأقام أياما يختلف إليه ولا يكلم بشيء وحضر الدار يوما وقد اجتمع رؤساء الشيعة لخلعه فثاروا به وأغلق الباب الذي كان خلفه فكسروه وأظهر المهدي النكير عليهم فلم يرجعوا إلى أن كاشفه أكابر أهل بيته وأشدهم محمد بن سليمان واعتذر بالإيمان التي عليه فأحضر المهدي القضاة والفقهاء وفيهم محمد بن علاثة ومسلم بن خالد الزنجي فأفتوه بمخارج الإيمان وخلع نفسه وأعطاه المهدي عشرة آلاف درهم وضياعا بالزاب وكسكر وبايع لابنه موسى الهادي بالعهد ثم جلس المهدي من الغد وأحضر أهل بيته وأخذ بيعتهم وخرج إلى الجامع وعيسى معه فخطب واعلم الناس ببيعة الهادي ودعاهم إليها فبادروا وأشهد عيسى بالخلع.